لوحظ مؤخرا أن التوحد أثار جدل الكثير من العلماء والباحثين لكونه أصبح من أعقد الاضطرابات النمائية إلي الآن . بناءا علي تعريفات شتي لعدد من المنظمات والعلماء نستخلص أن التوحد هو انعزال وانطوائية يص قصور في العلاقات الإجتماعية والتواصل حتي مع الوالدين، عجز في استخدام اللغة والضمائر ، إتباع النمطية والروتين، تكرار الحركات بشكل مستمر وغير مفهوم، ضعف الاستجابة الحسية للمؤثرات الخارجية . تظهر علامات التوحد علي الأطفال من سن مبكرة من عمر الثلاث سنوات تقريبا، كما أنه منتشر في الذكور بأربعة أضعاف عنه في الإناث(4:1) ، وهذه النسبة ترجع إلي دراسة علي مجموعة من الأطفال المصابين بالتوحد والتي أجراها الطبيب والعالم الامريكي ليوكانر (Kanner) والذي يعتبر الرائد الأول في دراسات اضطراب التوحد و أول من أطلق عليه مصطلح (Autism) . تعددت درجات وأطياف التوحد، والتي منها : التوحد عالي الأداء (High-Functioning Autism) التوحد متدني الأداء(Low-Functioning Autism) التوحد المعتدل (Moderate Autism) التوحد الشديد (Severe Autism) متلازمة اسبرجر (Asperger Autism) وتعتبر متلازمة أسبرجر من أكثر أطياف التوحد شيوعا وتتشابه مع التوحد عالي الأداء . ذوي متلازمة أسبرجر كغيرهم من أطياف التوحد الأخري لديهم صعوبات في التواصل الاجتماعي ومشاركة مشاعر الأخرين، و لكن لا يعانون من قصور في اللغة و لديهم نمو إدراكي ملحوظ . يطلق علي طفل الاسبرجر “البروفيسور الصغير” من قبل طبيب الأطفال النمساوي (هانز أسبرجر) الذي اكتشف تلك المتلازمة وتسمت تلك المتلازمة بإسمه .
يري بعض الباحثين أن التوحد ما هو إلا أسلوب معرفي مختلف وليس بالضرورة اضطراب أو إعاقة ، وأري –من وجهة نظري المتواضعة– أن هذا يرجع لوجود عباقرة أثاروا التاريخ بعلمهموأفكارهم عانوا من التوحد أمثال (ألبرت أينشتاين ، داروين ، بيل جيتس و نيوتن) وغيرهم . نظرا لأن موضوع التوحد (Autism) حافل بكثير من التشخيصات، التعريفات ، المسميات، وحتي الآراء لعدد من العلماء والباحثين فلم يتم التوصل إلي الآن للمسبب الحقيقي لظهور التوحد . فبالرغم من أن أعراض التوحد تظهر علي الطفل مبكرا، ولكن عدم الوعي الكافي لدي الأباء يجعلهم لا يفسرون سبب نوبات الصراخ العنيفة، عدم تواصل طفلهم معهم بشكل طبيعي فضلا عن انعدام التواصل البصري، تكرار تصرفات أو حركات معينة كالوقوف علي أطراف الأصابع والدوران حول نفسه بشكل نمطي دون توقف ولوقت طويل، التبلد في المشاعر كانعدام الاستجابة الحسيه، و اضطرابات في الأكل ينتج عنه عسر الهضم ومشاكل صحية أخري . ينصح الأباء بالملاحظة والمتابعة المستمره والمبكرة لسلوك أبنائهم ، وفي حالة وجود بعض هذه الأعراض يتوجه الوالد إلي المختصين للحد من هذا الاضطراب عن طريق ممارسة الأنشطة الخاصة بهم بشكل دوري لتحسين قدرتهم
علي التواصل، استخدام اللغه، وللحد من المضاعفات، وذلك إلي أن يتوصل الباحثون إلي علاج مناسب لاضطراب التوحد .
Leave a Reply